في ظل أزمة الاقتصاد الراهنة، أصبحت المؤسسات تواجه تحديات صعبة ومستمرة من أجل البقاء في السوق. كما أن المنافسة في سوق العمل اليوم أصبحت أصعب بسبب التكنولوجيا والتطور السريع بجانب الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت سلبًا على المؤسسات مثل أزمات التضخم والحروب والتوترات الدولية التي فرضت إجراءات صعبة على المعاملات بين الدول.
وبالنظر إلى ما يحدث اليوم، نجد أن الكثير من المؤسسات الصغيرة وكبيرة الحجم، بالإضافة إلى العديد من المشروعات الصغيرة أغلقت بسبب تعرضها لصدمات اقتصادية. ومن هنا تأتي أهمية النظر إلى الميزة التنافسية واستغلال الموارد المتاحة من أجل خلق ميزة تنافسية بغض النظر عن حجم المؤسسة حتى تتمكن من خلق قيمة لها في السوق وتزيد من إنتاجياتها وأرباحها.
أهمية الميزة التنافسية
قد تمتلك المؤسسة الصغيرة ميزة تنافسية مثل المؤسسات الكبيرة، وذلك بسبب قدرتها الجيدة في استغلال مواردها المتاحة، وقدرتها على جذب العملاء وتلبية احتياجاتهم، وتمكنها من التكنولوجيا، وبالتالي تستطيع الصمود أمام تحديات السوق.
وترتبط كلمة “استراتيجية” بالميزة التنافسية، وذلك لأن الاستراتيجيات الناجحة هي التي تستثمر قدراتها على النحو الأمثل لكي تحقق ميزتها التنافسية. وكلما كانت إدارة وتخطيط واستراتيجية المؤسسة منظمة، أدركت بشكل أسرع ميزتها التنافسية وطورتها.
التحديات التي تواجه المؤسسات:
توجد العديد من التحديات التي تواجه المؤسسات، ولكن أكثرهم شيوعًا:
- منافسة الشركات التي تقدم نفس المنتجات والخدمات
- مشاكل في رأس المال مثل الميزانية والتمويل
- انخفاض قيمة العملة أمام ارتفاع الدولار
- عدم الأخذ بملاحظات العملاء
- سوء إدارة الموارد البشرية والمادية والمالية
- صعوبة في التنبؤ باتجاهات العملاء، والمنافسين بسبب تقلبات السوق.
مما لا شك فيه أن المنافسة الصحية التي لا تتعمد إيذاء المؤسسات الأخرى لها تؤثر بالإيجاب على السوق، لأنها ستزيد التنوع في المنتجات، وستخفض الأسعار، وستزيد من الابتكار من أجل جذب العملاء أكثر. والمنافسة لا تقتصر على السوق المحلية، ولكن أيضًا تدخل السوق العالمية، ويوجد عدد من العوامل التي يجب أن تتوفر في المؤسسة لكي تصبح قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
ما هي العوامل التي تحتاجها المؤسسة لكي تنافس في الأسواق العالمية؟
- التمكن من التكنولوجيا والقدرة على التحديث المستمر لكل البرامج الحديثة التي تخص إدارة المؤسسة بشكل عام.
- إدارة متمكنة وهياكل تنظيمية قوية
- موارد بشرية ممتازة توفر كودار ذات كفاءات وخبرات عالية
- الابتكار وإضافة مزايا وتحسينات جديدة لجذب العملاء
- منتجات عالية الجودة والعمل على تحسينها دومًا
- القدرة على فهم العوامل التي تؤثر في السوق مثل العوامل البيئية والاقتصادية والسياسية وما إلى ذلك
- التمتع باستراتيجية قوية قادرة على مواجهة تقلبات السوق
ونستنتج مما سبق أن المنافسة الصحية داخل المؤسسة تحفز الموظفين على تحقيق إنتاجية أعلى، ويترتب على ذلك زيادة فرص المؤسسة في المنافسة في مختلف الأسواق. في حين أن المنافسة السلبية تخلق صراعات بين الموظفين داخل المؤسسة، وتؤثر سلبًا على بيئة المؤسسة وتؤخر من تحقيق الأهداف. وبوجه عام، لكي تدخل المؤسسة سباق المنافسة في السوق عليها الاهتمام والتركيز على الكفاءة والإنجاز وتحسين عمليات الإدارة بصفة مستمرة.