أساليب الإدارة الحديثة

كل ما يدور حولنا اليوم في حالة تطور مستمر. ومع هذا التطور، تغيرت أساليب الإدارة التقليدية وأصبحت أساليب حديثة حتى تواجه التحديات والاتجاهات المتغيرة في السوق. ولهذا السبب أصبحت إدارة أي مؤسسة في حالة حركة مستمرة بسبب التطور والتكنولوجيا. لذلك الإدارات الناجحة هي التي تواكب الحديث وتطور أساليب إدارتها وتنمي مهارة موظفيها بصورة مستمرة لتنهض بالمؤسسة/الشركة وتحقق أهدافها.

تعريفات الإدارة الحديثة والتقليدية

تعددت تعريفات الإدارة، ولكن تجتمع معظم التعريفات على أن الإدارة هي عملية استخدام الموارد البشرية، والمادية، والمالية على نحو أمثل، بالإضافة إلى توجيه مجموعة معينة من الأفراد في مؤسسة ما والقيام بتنظيم عملهم وتقييمهم من أجل تحقيق أهداف معينة، وهذا هو مفهوم الإدارة التقليدية. بينما الإدارة الحديثة يمكنك اعتبارها أنها استراتيجيات تحسين وتطوير إدارة المؤسسة وأنظمة تشغيلها بأدوات وتقنيات تكنولوجية حديثة، أي أن أساليب الإدارة الحديثة تٌعنى بتطبيق ممارسات جديدة داخل المؤسسة لقيادة الموظفين والعمليات وتوجيه الموارد البشرية والمادية بشكل فعال ومحفز.

الاختلافات بين الإدارة الحديثة والتقليدية 

يختلف مفهوم الإدارة الحديثة عن التقليدية في عدة نقاط، من بينها: 

  • تقسيم العمل: في الإدارة التقليدية، تعتمد التسلسل الهرمي التقليدي1 من أعلى إلى أسفل  بينما الإدارة الحديثة تعتمد على الكفاءة والإنجاز. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. التسلسل الهرمي التقليدي هو الرئيس التنفيذي في الأعلى يليه المديرون ثم مديري الأقسام ثم الموظفين وصولًا لفرق العمل والعمال. ويعتمد التسلسل أيضًا على السن والمكانة والجنس والتعليم وغيره.
  • تدريب الموظفين: الإدارة الحديثة أفضل من الإدارة التقليدية في هذه النقطة، لأنها تهتم كثيرًا بتنمية مهارات الموظفين وتدريبهم في المجالات التي ستنهض بالمؤسسة وتزيد الإنتاجية بشكل أفضل، وذلك لأن الكفاءة والإنجاز هما أساس الإدارة الحديثة. 
  • العمل الجماعي: تركز الإدارة الحديثة على التسلسل الهرمي المسطح2 الذي يتميز أنه يشجع على مشاركة الموظفين في صناعة القرارات اللامركزية، لذلك روح الفريق والعمل الجماعي فيه أفضل من الإدارة التقليدية التي تعتمد على التسلسل الهرمي الطويل. 
  • الاستقرار: الإدارة التقليدية مستقرة في أنشطتها التجارية، بينما الإدارة الحديثة أكثر ديناميكية واستراتيجياتها متعددة، ولهذا تحتاج إلى عمليات متعددة لمواجهة التغيرات المستمرة. 
  • المرونة: في الأغلب هيكل الإدارة التقليدية ثابت والتخطيط للاستراتيجيات ثابت أيضًا، في حين أن الإدارة الحديثة مرنة ودومًا تحتاج إلى تحسين مسار العمل وإدخال تعديلات وتحدث ميزتها التنافسية.
  • الروح المعنوية: الإدارة الحديثة تتميز بالحماس وتشجع الموظفين دائمًا على العمل وتحقيق الأهداف بطريقة تتسم بالحرية والمرونة، في حين أن الإدارة التقليدية تؤمن أن المال فقط هو ما يحفزهم. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. التسلسل الهرمي المسطح هو هيكل تنظيمي مرن واكتسب شعبية كبيرة في المؤسسات مؤخرًا بسبب أنه ينظم العمل والعمال بطريقة أفضل.  

من خلال النقاط المذكورة أعلاه، يمكننا أن نلخص أن الإدارة الحديثة تسمح بالانفتاح أكثر على السوق العالمي من أجل تحقيق زيادة في الأرباح والإنتاجية، ولتنمية مهارات موظفيها والعاملين بشكل أكبر يليق بمستوى التطور العالمي، لذلك المؤسسات التي تطبق أساليب الإدارة الحديثة تجدها أكثر ديناميكية لكثرة عملياتها وتميل للمجازفة بحسابات محددة وتدرس إمكانات المخاطر المحتملة على عكس الإدارة التقليدية التي تتجنب المخاطر تمامًا لاتباعها سياسات ومعايير محددة. 

أسلوب الإدارة الحديثة يتبع نظريات توضح كيفية اتخاذ القرارات المناسبة، وطرق التخطيط لإنجاح العمل، ولتحقيق الأهداف بأقل التكاليف الممكنة من خلال استخدام إحصائيات ونماذج رياضية وبرامج تكنولوجية حديثة. 

نظريات الإدارة الحديثة 

تتمثل نظريات الإدارة الحديثة في الاستراتيجيات، والأدوات، وأطر العمل التي تساعد المؤسسة على تحفيز موظفيها لتحقيق أهداف العمل بأكبر قدرًا من الكفاءة والإنجاز. كل مؤسسة/شركة تطبق النظريات التي تتناسب مع حجم عملها، وقدرتها، وعدد موظفيها. إليك أهم هذه النظريات: 

  • النظرية الكمية Quantitative Theory:  خلال الحرب العالمية الثانية، جمع القادة العسكريون من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فريقًا من المديرين، والمسؤولين، والعلماء لمساعدتهم في إيجاد طرق لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة. واستخدم الفريق مناهج تايلر وجانت الرياضية والإحصائية لحل تلك المشكلات اللوجيستية، وهكذا طٌورت النظرية الكمية في الإدارة. ويضم النهج الكمي للإدارة تطبيق الإحصائيات، والمفاهيم الرياضية، ومحاكاة الكمبيوتر في عمليات تقييم الأداء، وصناعة القرارات الإدارية، وبالتالي تساهم في حل المشكلات، وتوضيح نقاط القوة في الإدارة، واتخاذ القرارات الصائبة. وللنهج الكمي ثلاثة فروع  أساسية هم:  
  • علم الإدارة: يستخدم النماذج الرياضية لحل المشكلات ولإيجاد البدائل في عدة مجالات مثل تطوير استراتيجيات المنتجات والخدمات، وتأكيد الجودة.  
  • بحوث العمليات: تستخدم تطبيقات إحصائية ورياضية في عدة مجالات مثل إدارة المخزون، وتخطيط الإنتاج، وجدولة العمل. 
  • نظم المعلومات الإدارية: في الأساس هي مصممة لعمل المديرين من أجل مساعدتهم في اتخاذ القرارات المناسبة، وتستخدم لتحليل المعلومات وتوفيرها للمديرين. 
  • نظرية النظم Systems Theory: تعتبر هذه النظرية أن المؤسسة نظام واحد يتكون من أقسام وإدارات ووحدات مختلفة وكثيرة، ولكنها في نفس الوقت مترابطة ويجب أن تعمل بكفاءة. وإذا حدث خلل بأي إدارة أو فرع، فإن المؤسسة بأكملها تتأثر وقد تتعرض لمشكلات، لذلك تشدد هذه النظرية على التعاون بين كل الأقسام والإدارات. 
  • نظرية الطوارئ Contingency Theory:  هذه النظرية نهجها مختلف، لأنها ترى أنه لا توجد استراتيجية إدارة واحدة تعمل للمنظمة ككل. وبدلًا من ذلك يجب أن تعتمد كل إدارة على الاستراتيجية المناسبة لها بناءً على المواقف، والعوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر عليها. ويجب النظر إلى ثلاثة متغيرات عند تحديد الاستراتيجية: حجم المؤسسة، والتكنولوجيا التي تستخدمها، وأسلوب القيادة فيها. وتؤكد هذه النظرية على أهمية المرونة وأن نجاح المؤسسة يتوقف على إدارة القائد وفقًا للمتغيرات الطارئة. وهذه النظرية تصنف في بعض الأحيان كنظرية الموقفية لفيدلر الذي يرى أن أسلوب القيادة يرتبط بالظروف، وتشير نظريته أن القادة الناجحين همم الذين يكيفون طريقة قيادتهم مع ظروف الأداء. 

ونستنتج مما سبق أن الإدارة الحديثة تفيد في إدخال التحسينات على المؤسسة مما بدوره يزيد من الأرباح والإنتاجية. ويتفاوت استخدام الأساليب والنظريات وفقًا لحجم المؤسسة، وأعداد موظفيها، ومواردها. ويتبين أن الإدارات الناجحة هي التي تسعى لتطبيق كل ما هو جديد في مؤسساتها من أجل تحقيق الأهداف بصورة أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *